685 ـ بهاء الدين العاملي ( 953 ـ 1031 هـ) (1547 ـ 1622 م )

محمد بن حسين بن عبدالصمد العاملي، الملقب ببهاء الدين ابن عز الدين الحارثي العاملي الهمداني، من كبار العلماء المفكرين في النصف الثاني من القرن التاسع وأوائل القرن العاشر الهجري.

وُلد العاملي في بعلبك بلبنان. لُقب بالعاملي نسبة إلى جبل عامل بلبنان، وعُرف باسم بهاء الدين بن الحسن العاملي. ولعل أكثر مما تميز به العاملي هو رغبته الشديدة في السياحة، وزيارة الأقطار المختلفة، ويُروى أنه قضى ثلاثين سنة سائحاً، زار خلالها مصر، والجزيرة العربية، والشام، والحجاز حيث أدى فريضة الحج، ثم عاد إلى أصفهان، فقابله الشاه عباس الصفوي وعرض عليه عدة وظائف فاعتذر، مفضلاً التفرغ للعلم، وظل صاحب مكانة مرموقة عند الشاه عباس إلى أن وافته منيته في اصفهان ودفن في "طوس" بجوار قبر "الإمام الرضا".

تعلم العاملي النحو والأدب العربي والفلسفة والتاريخ والعلوم، وركز اهتمامه على علم الرياضيات خاصة الجبر. وفي آخر حياته أولى اهتماما كبيراً لدراسة وتعليم الدين، فكان واسع العلم في ذلك.

نال بهاء الدين العاملي شهرة واسعة بسبب كتابه المعروف باسم (خلاصة الحساب)، وقد اشتهر هذا الكتاب وانتشر استعماله انتشاراً واسعاً في الأقطار بين العلماء والطلاب، ولا يزال مستعملاً إلى الآن في مدارس بعض المدن الإيرانية، وقد طبع كتاب خلاصة الحساب في قلقتا عام 1812 ميلادية، وفي برلين عام 1843، وترجم إلى الفرنسية عام 1864. وقد نهج في كتابه منهجاً علمياً مدهشاً في تناول الكسور وأصولها الأولية، وكيفية إيجاد مخارج الكسور، وقدم أمثلة كثيرة واضحة.

له مؤلفات أخرى، أشهرها: "رسالة الهلالية"، وكتاب "تشريح الأفلاك" والرسالة الاسطرلابية"

ويبدو أنه بدأ في تأليف كتاب اسمه "جبر الحساب" لكنه مات قبل الفراغ منه.